المولد والنشأة:
وُلد في عام 1323 هـ / 1902 م في قرية (قرض) التابعة لعزلة (الأعروق) في مديرية (حيفان)، بمحافظة تعز. نشأ في أسرة متدينة ومزارعة، حيث كان والده يعمل في الزراعة ويمارس الحياكة في المعمل الذي ورثته العائلة. كان ثالث أبناء (سعيد أنعم) الذكور، ووفاته كانت في مسقط رأسه في محافظة تعز.
محطات من حياته:
يعد هائل سعيد أنعم من أبرز الشخصيات الاقتصادية في اليمن خلال القرن العشرين، حيث جمع بين التجارة والعمل الخيري.
بدأ دراسته للقرآن الكريم في معلامة قريته، وأتم حفظه في أربع سنوات.
سافر إلى فرنسا مرتين في شبابه، حيث عمل في البحر ثم في مصانع مدينة مارسيليا، حيث التقى بالشيخ (عبدالله بن علي الحكيمي).
في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، توجه إلى بربرة وهرجيسة في الصومال قبل أن يستقر في مدينة عدن، ليبدأ أول مشروع تجاري له في عام 1938م، مما مهد لتوسع أعماله بشكل تدريجي.
في عام 1950م، بدأ بتوسيع أعماله في الشمال، وواصل بناء علاقات تجارية قوية داخل اليمن.
أسس “شركة هائل سعيد أنعم وشركاه” في عام 1952م، والتي لعبت دورًا حيويًا في كسر الاحتكار التجاري الأجنبي على السوق اليمني، حيث توسعت في مجال التصدير والاستيراد.
في أواخر الستينات، بدأ بتنفيذ أول مشروع صناعي، مما أسهم في تأسيس قاعدة صناعية متكاملة في اليمن.
كان له دور بارز في دعم ثورة 26 سبتمبر 1962م، وكان من أبرز المساندين للثوار بالتبرعات وجمع الدعم للقتال ضد الاستعمار البريطاني.
بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، عاد إلى مدينة تعز ليعيش فيها حتى وفاته في عام 1990م.
إرثه الإنساني:
في العقدين الأخيرين من حياته، أصبح هائل سعيد أنعم رمزًا للعمل الخيري في اليمن. كرَّس وقته وموارده لدعم الفقراء والمحتاجين، وكان مهتمًا بشكل خاص بالمدارس والمعاهد ودور القرآن الكريم. كان له دور كبير في رعاية المشاريع الخيرية داخل اليمن وخارجه، مستفيدًا من مكانته الاقتصادية للمساهمة في تطوير المجتمعات الإسلامية.
كما كان يشجع التعليم العالي والبحث العلمي، وكان له تأثير بالغ في توفير الدعم للطلاب الموهوبين، سواء في اليمن أو في الخارج. لم يكن يهدف إلى الشهرة، بل كان مخلصًا في أعماله، مؤمنًا أن كل ما يقدمه هو خدمة لله وللناس. في آخر أيامه، كان يلبي احتياجات المرضى والمحتاجين من دون أي تردد، مقدمًا دعمًا ماديًا ومعنويًا لمن حوله.
خاتمة وإرثه الباقي:
توفي هائل سعيد أنعم بعد عودته من أداء العمرة في شهر رمضان المبارك، بعد أن تفاعل مع عائلته وأصدقائه وأحبائه. خلف وراءه ثمانية أبناء ذكور وثماني بنات، جميهم كانوا يمثلون نموذجًا للخير والصلاح. كان تأثيره في المجتمع اليمني والعالمي لا يقتصر على مجاله الاقتصادي فقط، بل امتد إلى الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، حيث كان يُعتبر من أبرز رجال البر والإحسان في تاريخ اليمن.
لقد ترك هائل سعيد أنعم إرثًا عظيمًا، ليس فقط في مجال الأعمال، بل في مجال العمل الخيري والاجتماعي، وقد أسهمت أعماله الخيرية في العديد من المناطق في الخارج، مما جعل اسمه يظل حيًا في قلوب اليمنيين والعالم الإسلامي.